خصائص المجتمع المدني
لماذا يحب المسلمون أهل المدينة المنورة ؟؟
وكيف لانحبهم وهم جيران حبيبنا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
لأهل المدينة خصائص تميزهم عن اهل المجتمعات الاخرى وذلك بسبب تأثرهم بمجاورة افضل الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم واتباع لهديه صلى الله عليه وسلم من المؤاخاة التي قام بها صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار وكونوا بذلك المجتمع المثالي الذي لم تجد مثله على مر العصور . ومن هذه الخصائص :
الترحيب بالغريب ولو لم يكن ذا معرفة ويعتبر اهل المدينة كل زائر للمدينة ضيف عليه وزائرا له , ان المدنيون يألفون ويؤلفون ويحبون من هاجر اليهم ولايجدون في انفسهم غضاضة على احد. حتى وصفهم بعض المستشرقين بالملائكة الذين يعيشون للدين ومن اجله .
السماحة
في الخلق والتعامل من سمة المدنيين في التعامل اليومي في العلاقات الاجتماعية والبيع والشراء ..ويغلب عليهم الهدوء وسعة الصدر . واصبح لهم جزء من سماحة وكرم جارهم صلى الله عليه وسلم .
انخفاض الصوت
سواء في المنازل او في الاسواق فلاتسمع الاصوات المرتفعة واذا سمع صوتا مرتفعا تجد الجميع يلتفتون الى مصدره والعادة ان يكون صاحب الصوت من غير اهل المدينة . وذلك عملا بقول الله تعالى ( يأيها الذين آمنوا لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولاتجهروا له بالقول ).(سورة الحجرات آية 2). وقد روي عن عمر بن الخطاب انه سمع صوتا مرتفع بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاتى بالرجل وسأله عن بلده فقال من الطائف ,فقال له عمر رضي الله عنه (والله لولا انك غريب لأوجعتك ضربا ) ، فعدم رفع الصوت لازال من الامور الملموسة من الاسر المدينية ..
التآلف
في المدينة تشعر بالتآلف بين السكان , فالمجتمع المديني تجده من اصول مختلفه بعضها عربي وبعضها غير عربي ولايشعر سكان المدينة بأي فرق في التعامل مهما كانت اصولهم .. ولهم قدوة في جارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما آخى بين المهاجرين والانصار ليكونوا امة واحدة فلاتجد النظرة العصبية لها مكان في المجتمع المديني ..
العلاقات بين افراد الاسرة
تقوم العلاقات بين إفراد الأسرة على الاحترام التام. فالصغير يقدر ويحترم الكبير والكبير يرحم ويعطف على الصغير . ومن مظاهر ذلك الرجال من خارج الأسرة ينادى بكلمة (عمي) والمرأة (خالتي). وذلك تأسيا بقوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا).
العلاقة بين الجيران
العلاقة بين الجيران لها وضع خاص بالمدينة وتوضح كثير من الأمثلة الشعبية أهمية الجار، منها (الجار قبل الدار). (جارك القريب خيرا من اخيك البعيد). فالعلاقة بين الجيران أخوية وأسرية ومنها صور ذلك. انه عندما يكون احد الجيران عنده مناسبة تجد كل الجيران يفتحون بيوتهم ويشاركون في المناسبة. صورة اخرى ان كل جار يشعر ان ابناء جيرانه كأبنائه فيقوم بتاديبهم وتوجيههم ان لاحظ عليهم أي خطأ وان علم ابوه بذلك يشكر جاره وان لم يقوم الجار بذلك يلومه الأب. فإنهم يتعاونون جميعا لتربية أبناء الحارة
ومن الصور الجميلة الاهتمام ببيت واهل الجار الغائب من جميع الجيران حتى عودته.
ومن خصائص أهل المدينة تآلفهم إن اجتمعوا خارج المدينة فتجدهم يعيشون متقاربين ويرعون بعضهم حتى لو لم تجمعهم سابق معرفة.
ومن اهم خصائص اهل المدينة حنينهم الدائم الى المدينة واشتياقهم لها في حال السفر فتجد الواحد منهم لايطيق البعد عنها واول ماينهي التزامه يقفل اليها عائدا بكل شوق وحنين.
أما خصائص المدينة المنورة فحدث ولاحرج فمهما قلنا لن نفيها حقها ....
المدينة ومـــــــــاادراك مــــــــــاالمدينة ؟؟؟
هي مهاجرة النبي صلى الله علية وسلم وفيها مضجعه واهلها جيرانه والموت بها يستوجب شفاعته , فقد روى الترمذي وابن حبان في صحيحة وابن ماجة في سننة والبيهقي مرفوعا الى النبي صلى الله علية وسلم (من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها فاني اشفع لمن يموت بها)
ويكفي في فضلها حب النبي صلى الله علية وسلم لها ودعاؤه ربه ان يحببها إليه كما ورد في الصحيحين ( اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ..)
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله علية وسلم كان اذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أسرع براحلته حبا في المدينة، وقد دعا لها بالبركة كما ورد في الصحيحين أنه قال صلى الله علية وسلم (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ماجعلت بمكة من البركة) وفي صحيح مسلم (اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين) ..
وكان دعاء النبي صلى الله علية وسلم للمدينة وهو بحرة السقيا في ارض لسعد بن ابي وقاص تقع بداخل سور السكة الحديدية الان بباب العنبرية حيث يوجد مسجد السقيا وخلاصة القول ان المدينة من احب البقاع الى الله , وانها دار الايمان ..
وإليها يأزر الإيمان في اخر الزمان، وعلى مداخلها حراس من الملائكة لايدخلها الدجال ولا الطاعون وهي مضجع افضل الخلق صلى الله علية وسلم ومهبط الوحي فلا يكاد يوجد فيها مكان والا ونزلت فية اية او ايات قرانية او ورد فية حديث نبوي وهي حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد ورد الوحي بالوعد لمن صبر على لاوائها ومن صلى في مسجدها ومن اكل من ثمرها وشرب من ماءها، وجعل تربتها شفاء , فطوبى لمن زارها ومشى في ربوعها وجال في خاطره محاسنها، فطالما اشتاق إليها المحبون وضحوا في سبيل زيارتها بانس الاهل والبنين ونفيس المال.
فالمدينة خير لهم وخير لنا و نسأل الله سبحانه ان يرزقنا زيارتها دائماً وأبداً وأن يتوفانا بها ويجعلنا نجاور أفضل خلقه صلى الله عليه وسلم في الحياة والممات و أن يرزقنا الادب في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومع أهل مدينته
ورحم الله السيد محمد أمين كتبي الذي قال فيهم
لي بالمدينة أحبابٌ إذا نظروا
إليَّ ولتْ همومي وانجلَى الضَّرَرُ
وأصبحَ القلبُ في أنسٍ وفي فرحٍ
جَمٍّ وَصَحبني التوفيق والظفرُ
يا أهل طيبةَ هيَّا انني دنفٌ
وانني للذي أمَّلتُ منتظِرُ
جَرَتْ عوائدكم أنَّ المحبَّ إذا
ناداكُموا بِلِسانِ الحب ينجبرُ
اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وميتةً و دفنة في بلد رسولك .
اللهم صلي وسلم وبارك علي حبيبنا وسيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً