المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التاريخ الاثنين 12 محرم 1429 الموافق 21 يناير 2008
السؤال
أفيدوني مأجورين بخصوص قوله صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب..." الحديث. فلماذا خصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم العرب بالتحذير من يأجوج ومأجوج.
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
الحديث المشار إليه في السؤال أخرجه البخاري ح ( 3346 )، ومسلم ح ( 2880 ) من حديث زينب بنت جحش -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فزعاً يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه"، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".
والويل: كلمة تقولها العرب لكل من وقع في هلكة أو مشقة أو بلية حيث يدعو بالويل، وخص العرب في الحديث بالويل لأنهم أول من دخل في الإسلام، وهم معظم الناس وقت الخطاب، ولأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك إليهم أسرع.
قال ابن بطال عن هذا الحديث وأحاديث أخرى في معناه: "هذه الأحاديث كلها مما أنذر النبي -صلى الله عليه وسلم- بها أمته وعرفهم قرب الساعة لكي يتوبوا قبل أن يهجم عليهم وقت غلق باب التوبة، حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، وقد ثبت أن خروج يأجوج ومأجوج من آخر الأشراط، فإذا فتح من ردمهم في وقته -صلى الله عليه وسلم- مثل عقد التسعين أو المائة فلا يزال الفتح يستدير ويتسع على مر الأوقات، وهذا الحديث في معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها.... وهذا غاية في التحذير من الفتن والخوض فيها حين جعل الموت خيرا من مباشرتها، وكذلك أخبر في حديث أسامة بوقوع الفتن خلال بيوتهم ليتوقفوا ولا يخوضوا فيها ويتأهبوا لنزولها بالصبر، ويسألوا الله العصمة منها والنجاة من شرها"، والله أعلم.